الحرية الشخصية Secrets



والحرية هي التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيوداً مادية أو قيوداً معنوية، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة أو للذات، والتخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما.

واستخدم يوسف ما تشهده مصر من نقاشات بشأن تعديل قانون الأحول الشخصية المعمول به حاليا في مصروالجدل حول تأثيره على حقوق المرأة، نموذجا للعمل على تعديلات التشريعات القانونية استجابة لمتطلبات العصر، على حد تعبيره. 

وهي كلها مشاهد تحرر إنساني بامتياز وتضامن. إن من تمرّن في مدرسة العبادات الإسلامية بوعي وإخلاص يبلغ من التحرر مبلغا لا يصل إليه غيره، ولذلك عدّ الواحد من هؤلاء بوزن عشرة في ميادين القتال "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين" الآية.

تدعم الحكم الرشيد من خلال تمكين المواطنين من طرح مخاوفهم لدى السلطات. إذا ما استطاع الناس الحديث عن أفكارهم بدون خوف وسُمح للإعلام بتغطية ما يقال فإن الحكومة يمكن أن تصبح مطلعة أي مخاوف وأن تعالجها.

أعطى الإسلام للفرد العديد من أشكال الحريات، ولعلّ أهمّ أشكالها هي الحرية الشخصية، وقد بدا ذلك جلياً واضحاً من خلال وضع الإسلام للعديد من التعاليم من ضمنها أنّ كلّ إنسان حرٌ بذاته، ولا سيادة لأحدٍ على أحدٍ تحت أي ظرفٍ من الظروف، كما لم يفرّق الإسلام بين الإنسان الحر أو العبد في الحقوق فقد عاملهم معاملةً واحدة، ومن المعروف بأنّ الناس في الدين الإسلاميّ سواسيةٌ كأسنان المشط لا فضل لأحد على أحد إلّا بالتقوى والقرب من الله سبحانه وتعالى. دعى الإسلام إلى تحرير رقاب العبيد والتخلّص من صور العبودية التي كانت موجودةً في الجاهلية من خلال العديد من التعاليم الدينية، بالإضافة إلى تقرير الإسلام لحرية العقيدة والتوحيد، وقد تمثل ذلك في قوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)،[٣] بالإضافة إلى حرية الكسب، والتملك، حيث أعطى الإٍسلام الحرية الكاملة للإنسان في التملك من خلال العمل المشروع، على عكس العديد من الأنظمة السياسية العالمية التي تحرّم امتلاك الممتلكات المختلفة وتنسبها جميعاً لدولةٍ معينةٍ، أو فئة محدّدةٍ من الناس.[٤]

تمت الكتابة بواسطة: صابرين السعو آخر تحديث: ١٧:٢٧ ، ١٨ أغسطس ٢٠١٨ ذات صلة تعريف الحرية

ولكي نميّز بين نوعي الحرية هاتين، فلنحاول تصور شخص يمشي في الشارع، وفجأة قرر أن يدخل في شارع إلى اليمين ثم شارع آخر إلى اليسار، فوجد مطعمًا للوجبات السريعة، فدخل وتناول وجبة. إن نظرةً من بعيد لهذا الشخص تجعله يبدو كشخص حر؛ لا أحد أجبره على شيء أو منعه، ومن منطلق الحرية السلبية نستطيع القول أن هذا الشخص حر لأنه لم يواجه أية عوائق في طريقه؛ ولكن من منظور الحرية الإيجابية فمن الصعب الحكم إذا كان حرًا أم لا، إلا عندما نعرف ما الذي يحركه، فلو فرضنا أن هذا الشخص مدمن للوجبات السريعة، وأنها تؤثر بشكل سيئ على صحته، حينها نرى أن هذا الشخص مدفوع بقوة أن يفعل شيئًا هو نفسه لا يريده، ويرى أنه لا بد وأن يقلع عن هذا السلوك المضر.

الحرية مصطلحٌ موجودٌ مع وجود الإنسان وترتبط به، فهي جزءٌ من كيانه منذ القِدَم، وبالمعنى العام الحرية تعني امتلاك الشخص لإرادته وقدرته على اتخاذ القرارات دون تأثيرٍ جبريٍّ أو طوعيٍّ من طرفٍ آخر.[١]

ومن عيوب الحرية السلبية أنها غالبًا ما تكون مصدرًا للمبررات، فنبرر ما نفعله أو لا نفعله، بعدم وجود مساحة متروكة لنا، وأنه لو تُرِكت لنا المساحة، لاختلف الأمر. هذا الإسقاط يجعل الحرية مقتصرة بشكل كامل على وجود قيود، وهذا في حد ذاته يخلق مشكلة أو على الأقل مسألة تحتاج إلى التفكير، والتساؤل هل فعلًا انعدام الحرية مرتبط بشكل وثيق بالقيود؟ ألا يمكن أن يكون هناك شخص مقيد بشكلٍ ما ويكون في نفس الوقت حر؟

في المجتمعات، وبدرجة محدودة من التنمية وعدم المساواة لديه، فإن التركيز الذي تم وضعه على قيم التضامن والمساعدة المتبادلة هو مستمد أساسا من الحاجة إلى إيجاد حلول عالمية وسريعة لمشكلة تلبية الاحتياجات الأساسية في القطاعات الاجتماعية الموسعة، وهو يعتبر شرط ضروري لوجود الحرية اضغط هنا الفردية.

حالة الإجبار هنا لم تكن خارجية، ولكن كان هناك إجبار داخلي. وبالتالي لا نستطيع وصفه بأنه شخص حر، ولو افترضنا أن محلات الوجبات السريعة تضع إعلاناتها في كل مكان، وأنه رأى الإعلان فشعر بالاحتياج للطعام، سنتساءل: إلى أي مدى تم التأثير على إرادته ليتصرف بتلك الطريقة؟

احترام حقوق الآخرين: هذا الجانب يشير إلى أن الحرية الشخصية ليست لها حدود مطلقة، حيث يجب أن لا تتعارض مع حقوق وحريات الآخرين.

قد يتبنى الفرد الذي نشأ في أسرة محافِظة وجهات نظر أسرته السياسية والاجتماعية في البداية؛ ولكنَّه عندما يتعرف إلى وجهات نظر مختلفة في المدرسة أو من خلال التجارب الشخصية، يبدأ التشكيك في معتقداته السابقة وتشكيل معتقدات جديدة.

في المجمل، تُعد الحرية الشخصية حقًا أساسيًا يجب أن يتمتع به كل إنسان، ولكنها تأتي مع مسؤولية التأكد من أننا لا نتدخل في حقوق الآخرين أو نضرهم بطريقة ما مع التأكد أن الحرية الشخصية لا تعني التعدي على حريات الآخرين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *